من أخطاع المصلين في المسجد لصلاة المغرب في رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين

وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :





فإن من المخالفات التي يقع فيها كثير من المصلين خصوصا في صلاة المغرب هي انصرافهم من الصلاة قبل ان يصرف الامام وجهه عن القبلة:





عن أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم حضهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة) .



الانصراف قبل الإمام يحتمل أن يراد به



الانصراف من الصلاة بالسلام، وكما هو معلوم هذا مثل بقية الأركان

إذا سلم قبل الإمام فعليه أن يرجع إلى الصلاة، ويسلم بعد ما يسلم الإمام إذا كان سلم ناسياً،

وأما التعمد فإنه لا يجوز. لأنه داخل تحت قوله: (لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالانصراف)،



وإما أن يراد به انصراف الناس قبل أن ينصرف الإمام، يعني: كونهم يبادرون بالانصراف قبل أن ينحرف الإمام عن القبلة ويقوم من مقامه،



وقالوا: إن كان هذا المقصود منه: أن النساء كانت تصلي معهم فيؤمرون بأن يبقوا حتى تنصرف النساء ثم ينصرفوا مع الإمام، فالإمام يتأخر في الانصراف، وهم ينصرفون إذا انصرفت النساء، ولا يحصل الاختلاط بين الرجال والنساء.

قالوا: إن هذه هي الحكمة في ذلك،

أورد أبو داود حديث أنس رضي الله عنه. قوله: [ (ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة) ]

فقوله: [ (من الصلاة) ] هذا قد يبين أو يرجح أن المقصود هو الانصراف من الصلاة بالسلام.



ولا ينبغي للمأموم أن يقوم بعد تسليم الإمام مباشرة، وإنما يمكث ولو فترة وجيزة حتى ينصرف الإمام إلى المأمومين بوجهه وهو لا يبقى إلا مقدار قوله: أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. المصدر islamweb بتصرف



وقد أورد ابن تيمية في مجموع الفتاوى505/22 :

والتسبيح والتكبير عقب الصلاة مستحب ليس بواجب ومن أراد أن يقوم قبل ذلك فله ذلك ولا ينكر عليه وليس لمن أراد فعل المستحب أن يتركه.

ولكن ينبغي للمأموم أن لا يقوم حتى ينصرف الإمام أي ينتقل عن القبلة

ولا ينبغي للإمام أن يقعد بعد السلام مستقبل القبلة إلا مقدار ما استغفر ثلاثاً

ويقول:"اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"

وإذا انتقل الإمام فمن أراد أن يقوم قام ومن أحب أن يقعد يذكر الله فعل ذلك. مجموع فتلوى ابن تيمية 505.22



ودليل ذلك:

حديث أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف". أخرج مسلم ["112/426"]،



وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا كَيْ يَنْصَرِفْنَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْقَوْمِ"

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "فَأَرَى وَالله أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفَدَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ صَحِيحِهِ،

وَلِأَنَّ الِاخْتِلَاطَ بِهِنَّ مَظِنَّةُ الْفَسَادِ وَسَبَبٌ لِلرِّيبَةِ؛ لِأَنَّهُنَّ مُزَيَّنَاتٌ لِلنَّاسِ مُقَدَّمَاتٌ عَلَى كُلِّ الشَّهَوَاتِ. قَالَه الشَّافِعِيُّ فِي "الْأُمِّ":



هذا والله أعلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته